واشنطن - أ.ق.ت - فادى لبيب : رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس، للمرة الثانية على التوالي ، هذا ويؤكد الإجراء غير المسبوق إلى أي مدى يرغب الاحتياطي الفيدرالي في دفع الاقتصاد للتخفيف من ارتفاع التكاليف للأمريكيين وسط أعلى زيادات في الأسعار منذ الثمانينيات ...
وقال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، إن الخطر الأكبر على الاقتصاد سيكون التضخم المستمر، وليس الانكماش الاقتصادي ، وأضاف " باول" : لا أعتقد أن الولايات المتحدة في حالة ركود حالياً والسبب هو أن هناك العديد من مجالات الاقتصاد تعمل بشكل جيد للغاية، وسوق العمل قوي للغاية لذلك ليس منطقي أن يكون الاقتصاد في حالة ركود وتكون هناك تلك الأشياء.
وشدد
" باول " على أنه لا خيار آخر سوى خفض التضخم واستعادة استقرار الأسعار،
منوهاً أنه من الصعب توقع حالة الاقتصاد خلال فترة الـ 6 إلى 12 شهراً المقبلة بدقة
كاملة، مشيراً إلى أن الطلب على الإسكان والاستثمارات تباطأ في الربع الثاني، الرغم
من تراجع أسعار بعض السلع .
التضخم الأمريكى بسب ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء
من جهة أخرى ، قال دكتور محمد العريان، رئيس كلية كوينز بجامعة كامبريدج، إن معدل الزيادة في أسعار المستهلك بالولايات المتحدة بلغ نحو 9.1%، بعد مرور نحو 15 شهرًا منذ بدء إصرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي، على أن التضخم كان مؤقتًا وتخلفه عن رفع سعر الفائدة، وأشار "العريان" إلى أن التضخم في الولايات المتحدة بدأ على شكل ارتفاع في أسعار المستهلكين، مدفوعا بارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، فيما بات أكثر رسوخا نتيجة خطأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي في تحليل الموقف والتنبؤ بالمستقبل، واستجابة غير كافية لتطورات الأسعار.
كما
أكد الدكتور " العريان " أن قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي تدفع الاقتصادي الأمريكي
إلى ركود كان بالإمكان تجنبه، مبينًا أنه ليس من الغريب أن تثبت القراءة الأخيرة للتضخم
البالغة 9.1% أنها الذروة في الوقت الحالي، مضيفًا أنه ليس من المهم مدى ارتفاع التضخم
خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، بينما الأهم هو مدى الضرر الذي سيلحق بالاقتصاد نتيجة
القرارات التي تهدف لكبح جماح التضخم.
توقعات اقتصاديين بحسب " بلومبرج "
وكانت وكالة " بلومبرج " الأمريكية قد استطلعت آراء عدد من الاقتصاديين والذين أكدوا أنه من المرجح أن يبطئ رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول وتيرة زيادات أسعار الفائدة بعد زيادة ثانية على التوالي بمقدار 75 نقطة أساس خلال اجتماع الأسبوع الجاري، حيث توقع هؤلاء الاقتصاديون أن ترفع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بالبنك أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية في سبتمبر، ثم التحول إلى زيادات ربع نقطة في الاجتماعين المتبقيين من العام.
ووفقا لـ " بلومبرج " فإن ذلك سيؤدي لرفع النطاق الأعلى لهدف سياسة البنك المركزي الأمريكي إلى 3.5% بحلول نهاية عام 2022، وهو أعلى مستوى منذ أوائل عام 2008.
الفيدرالي الأمريكي .. ونظرة تاريخية
الجدير بالذكر أنه ولأسباب تتعلق بالكساد الكبير، تعرض نظام الاحتياطي الفدرالي إلى العديد من الانتقادات منذ إنشائه في 1913. جاءت هذه الانتقادات من الكتاب والصحفيين وعلماء الاقتصاد والمؤسسات المالية وأيضا من رجال السياسة ورجال الدولة .. وذلك بالرغم من أن البنك الفيدرالي الأمريكي يُعد من أكبر المؤسسات المالية وزنا في العالم من حيث القوة والتأثير من خلال سياساته، حيث يتم متابعة قراراته بصورة تفصيلية من قبل كل المستثمرين في العالم وأي تغيير قد يطرأ على السياسة النقدية الخاصة به تؤثر على أسواق العالم بأكمله؛ كما ويعتبر الاحتياطي الفدرالي .
أسس نظام الاحتياطي الفدرالي في 23 ديسمبر 1913 بموجب قانون الاحتياط الفيدرالي بعد سلسلة من الأزمات المالية (وخصوصا تلك التي وقعت عام 1907) حيث برزت الحاجة إلى إخضاع النظام المالي لرقابة مركزية بهدف الحد من الآثار السلبية للأزمات الاقتصادية .
هذا ويترقب السوق المصرى قرارات البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة ، خاصة بعد قرار البنك الفيدرالي الأمريكي الأربعاء برفع أسعار الفائدة ، حيث تجتمع لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري 18 أغسطس المقبل، فيما يشير جانب من التوقعات المحللين وبنوك الاستثمار الكبرى إلى أن يتجه البنك المركزي المصري سيتجه لرفع أسعار الفائدة بنسبة تتراوح ما بين 0.5% و1% في مواجهة التضخم وللحفاظ على تدفقات الاستثمار الأجنبية خاصة بعد قرار الفيدرالي الأمريكي.
أخبار ذات صلة : ( قرارات الفيدرالى الأمريكى السابقة )
@ مجلس الاحتياطي الفيدرالي يرفع سعر الفائدة مقدار 75 نقطة
@ قرار ” الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ” .. هل يضع الأسواق فى أزمة ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق