04 مايو 2022

الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يرفع الفائدة 0.5٪ لمكافحة التضخم


واشنطن - أ.ق.ت - فادى لبيب : رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي الأمريكي) سعر الفائدة القياسي بنسبة 0.5٪ لمكافحة التضخم - وهي أكبر زيادة منذ عام 2000، وزاد البنك المركزي الأمريكي المعدل للمرة الثانية في شهرين بعد أن قفز التضخم إلى أعلى مستوى في 40 عامًا عند 8.5٪ في مارس ...


تكلفة الإقتراض

هذا التغيير يضع سعر الفائدة قصير الأجل للاحتياطي الفيدرالي في نطاق 0.75٪ إلى 1٪ ، وهي أعلى نقطة منذ اندلاع وباء " كورونا " قبل عامين، وهذه الفائدة المرتفعة نسبياً ستجعل تكلفة الإقتراض لشراء السيارات والمنازل وشراء بطاقات الائتمان والصفقات التجارية أكثر تكلفة.

من المناسب لمجلس الاحتياطي الفيدرالي أن "يتحرك بسرعة أكبر قليلا" وسط ارتفاع التضخم والظروف النقدية التيسيرية، هكذا قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في حلقة نقاشية خلال اجتماعات الربيع لعام 2022 لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في 21 أبريل.

وقال "باول" : بالتأكيد نتخذ هذه القرارات في الاجتماع ونقوم بصياغتها خلال اجتماع تلو الآخر، لكنني أود القول إن 50 نقطة أساس (رفع سعر الفائدة) ستكون مطروحة على الطاولة لاجتماع مايو"، مختتما التوقعات برفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس لاجتماع مايو.


 أسعار المستهلك الأمريكي

جاءت تصريحات باول بعد أسبوع من إعلان وزارة العمل أن مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي في مارس واصل ارتفاعه بأسرع وتيرة سنوية في أربعة عقود، حيث ارتفع بنسبة 8.5 في المائة عن العام السابق. وجاء ذلك بعد زيادة بنسبة 7.9 في المائة على أساس سنوي في فبراير.


أقرا أيضاً : 

باحث اقتصادى : 3 سيناريوهات للجنيه المصري عقب اجازة العيد


وارتفعت مؤشرات أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة، وهي مقياس التضخم المفضل لدى مجلس الاحتياطي الفيدرالي، بنسبة 6.6 % في مارس خلال العام الماضي، وهي أعلى بكثير من هدف التضخم البالغ 2 في المائة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، حسبما ذكرت وزارة التجارة الأسبوع الماضي.

تعليقات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول ومسؤولين آخرين قبل إعلان اليوم الأربعاء، أدت بالفعل إلى ظهور معدلات أعلى في معاملات الاقتراض اليومية لمنتجات مثل المنازل والسيارات ، وفقًا لغوس فوشر ، نائب الرئيس الأول وكبير الاقتصاديين في PNC Financial Services Group .


رفع سعر الفائدة

مع ذلك ، قال "باول" : إن بنك الاحتياطي الفيدرالي لا "يفكر بجدية" في رفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساسية.

تعرض الاحتياطي الفيدرالي لضغوط لتهدئة الانتعاش الوبائي الذي أدى إلى نمو قوي في الوظائف وزيادة الأجور ، لكنه أدى إلى ارتفاع الأسعار عبر مجموعة من الخدمات من البنزين إلى العقارات.

كان المحرك الرئيسي للتضخم هو أسعار الوقود ، التي نمت بعد الغزو الروسي لأوكرانيا وبلغت ذروتها في مارس.


تشديد الائتمان

تعرض بنك الاحتياطي الفيدرالي لانتقادات من قبل البعض الذين قالوا إنه كان بطيئًا جدًا في البدء في تشديد الائتمان وقد ينتهي به الأمر إلى رفع أسعار الفائدة بشدة لدرجة أنه سيؤدي إلى حدوث ركود.

يوم الأربعاء ، أشار إلى مزيد من الارتفاعات الحادة القادمة ، والتي من المتوقع على نطاق واسع أن تأتي في شكل رفع سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة في اجتماعها المقبل في يونيو وربما مرة أخرى بعد ذلك ، في يوليو.


منع ارتفاع أسعار الفائد

يعتقد بعض الاقتصاديين أن التضخم قد بلغ ذروته على الأرجح في مارس ، مما يعني أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيكون قادرًا على إبطاء وتيرة ارتفاع أسعار الفائدة .. ومن بين هؤلاء ، " إيان شيبردسون " من بانثيون للاقتصاد الكلي ، الذي أخبر العملاء بأن : " التقلب في الطلب على الإسكان ، والانخفاض الحاد الوشيك في التضخم ، والتشديد الواسع للأوضاع المالية" كانت أسبابًا جيدة لمنع ارتفاع أسعار الفائدة ، وقال : إن هذا لن يمنع على الأرجح الزيادة في يونيو لكنه قد يؤثر على ما سيحدث في يوليو.

ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة لا تزال تواجه ركودًا في العامين المقبلين، وذلك برغم وجود نمو جيد في الوظائف ، ونمو جيد في الإنفاق الاستهلاكي ، لذا لا توجد خطورة كبيرة من حدوث ركود - لكن الخطر مرتفع ، نظراً لأن الأمور قد تكون وعرة لعدة سنوات."


سياسات مجلس الاحتياطي الفيدرالي

ووفقا لمحضر الاجتماع المعني بالسياسات لمجلس الاحتياطي الفيدرالي لشهر مارس والذي صدر الشهر الماضي، أشار العديد من المشاركين إلى أن زيادة واحدة أو أكثر بمقدار 50 نقطة أساس في النطاق المستهدف قد تكون "ملائمة" في الاجتماعات المستقبلية، خاصة إذا ظلت ضغوط التضخم مرتفعة أو مكثفة.

وكشف المحضر أيضا أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يبدأ في خفض حجم ميزانيته العمومية في أقرب وقت ممكن في مايو، حيث أشار المسؤولون إلى دعمهم لسقف شهري قدره 95 مليار دولار أمريكي، وهي وتيرة تراجع في حيازات الأوراق المالية أسرع بكثير مقارنة بفترة 2017-2019.

وفي الوقت الذي يحاول فيه مجلس الاحتياطي الفيدرالي كبح جماح التضخم المرتفع من خلال رفع أسعار الفائدة بشكل أسرع، فإن خطر حدوث ركود اقتصادي آخذ في الازدياد.


لمحة حول البنك الفيدرالي الأمريكي

هذا ويعتبر البنك الفيدرالي الأمريكي من أكبر المؤسسات المالية وزنا في العالم من حيث القوة والتأثير من خلال سياساته، حيث يتم متابعة قراراته بصورة تفصيلية من قبل كل المستثمرين في العالم وأي تغيير قد يطرأ على السياسة النقدية الخاصة به تؤثر على أسواق العالم بأكمله؛ كما ويعتبر الاحتياطي الفدرالي .. وكما ورد فى موسوعة " ويكيبيديا " فقد تعرض نظام "الاحتياطي الفدرالي" للعديد من الانتقادات منذ إنشائه في 1913، بموجب قانون الاحتياط الفيدرالي بعد سلسلة من الأزمات المالية ، حيث جاءت هذه الانتقادات من الكتاب والصحفيين وعلماء الاقتصاد والمؤسسات المالية وأيضا من رجال السياسة ورجال الدولة .. وبرزت الحاجة لإخضاع النظام المالي لرقابة مركزية للحد من الآثار السلبية للأزمات الاقتصادية،على مدى الأعوام المئة منذ تأسيسه، فإن صلاحيات ومهام الاحتياطي الفيدرالي والمسؤوليات الملقاة على عاتقه قد تعاظمت، نتيجة لأحداث مثل الكساد العظيم، والأزمة المالية العالمية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق